عن عمر يناهز تقريبا 52 سنة ، فارقت الحياة المسماة قيد حياتها الصدراوي عائشة بنت عبد الله ، في وقت مبكر من يوم الجمعة 06 مارس الجاري ، بدوار “أيت ازم” بتراب الجماعة القروية تمزكدة أوفتاس دائرة تمنار ( 80 كلم جنوب مدينة الصويرة).
وكانت قضية هذه السيدة التي احتجزت لأكثر من 30 سنة، قد أثارت في وقتها وقبل سنة كل أشكال السخط والتدمر على الطريقة التي احتجزها أخوها داخل بيت مساحته مترين مربعين، وبه كوة صغيرة يلقى لها منه الأكل، وهو في الأصل زريبة خاصة بالمواشي كانت رائحتها كريهة، باعتبار أن الضحية كانت تقضي حاجتها بمكان نومها، وأن الباب كان متواريا خلف سور، لمنع صدور أي صوت، في حالة وجود أي صراخ.حيث تم نقلها إلى المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بمدينة الصويرة ، و خضعت لعدة كشوفات طبية ، كما بقيت لمدة طويلة بذات المستشفى ، حيث كانت تعاني الضحية من عدة أمراض، ومنطوية على نفسها جراء المعاناة التي عاشتها طيلة مدة الاحتجاز، حيث تظل مخبأة تحت غطاء، وتتفادى التواصل مع الناس . قضية هذه المحتجزة استقطبت عطف المواطنات والممرضات وفعاليات المجتمع المدني بإقليم الصويرة كذلك ، فقدموا لها كل ما تحتاجه من حب وتعاطف وتضامن لكي يرجعوا لها ولو بريقا من الحياة العادية ، أمام شراسة ذوي القربى . وبقت على حالها ، بعدما رجعت إلى تمنار وهي تعاني من عدة أمراض مزمنة كفقر الدم ، والألم الذي تشكو منه على مستوى اليد اليمنى بفعل ربط اليد بالحبل مدة زمنية طويلة . وقد علمت الجريدة من مصادر عليمة أن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمدينة أسفي أمر بإجراء تشريح طبي على جثة الهالكة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الوفاة.